فرس الرهــــــــــــــان .. قصة واقعية

فرس الرهان
قصر جميل هو حلم لكثير من الاهثين خلف بريق الدنيا..... رنّ الهاتف فجرا .. قامت الام .. و هي مثقلة الخطا ، تقدم خطوة ، و تؤخر اخرى .. رفعت السماعة ... من ...ابنتي ... ما بها ؟؟؟
تعرضت لحادث مروري بسيط ؛ أبلغي الوالد بمراجعتنا .
أسلوب مؤدب من رجل الأمن حتى لا يصدمها بالفاجعة ... قالت العجوز المسكينة بعفوية و سذاجة و بلغتها العامية :فال الله ولا فالك ، أكيد انك أخطأت في الرقم .
 أقفلت السماعة .. اتصال اخر ... فإذا به نفس الرجل .. و هنا بدأ قلب الأم يرتجف و تخور قواها ، وهي تردد بصوت عالي مغضب .. وتكيل للمتصل سبا و شتما .. ولكن رجل الامن يعيد لها كلامه الاول .. قالت العجوز : يا بني ، إن ابنتي نائمة في غرفتها من البارحة .. أكد رجل الأمن على ضرورة إبلاغ والدها .. أقفلت السماعة و صعدت مسرعة حيث غرفة ابنتها .. طرقت الباب بشدة و هي تنادي يا ...... و تضرخ ، و لكن لا حياة لمن تنادي !!
أيقظت العجوز زوجها .. طرقا الباب سويا .. و لكن دون جدوى .. بحثا عن مفتاح احتياطي . وجداه بعد عناء ... فتحا الباب .. لا أحد في الغرفة !! أين ذهبت ابنتهما ؟!
عندها سقطت الأم ، و خارت قواها ، ولم تحملها قدماها .
الأب : ما الخبر ؟!
الأم : لقد اتصل بنا .... وأخبرته خبر المكالمة ..
يسرع الأب الى القسم ...
نزل من سيارته .. يركض الى الضابط المناوب .. ما الخبر ؟!
الضابط : اهدأ قليلا .
الأب : قلت لك : ما الخبر ؟!
الضابط : إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، و كل شي عنده الى أجل مسمى فلتصبر ، ولتحتسب .
الأب : ((إنا لله وإنا اليه راجعون )) كيف خرجت ؟! كيف ماتت ؟! أين ماتت؟! أخبرني !!
إنــــــــــــــها قصـــــة مأساويــــــه
كانت ابنته فرس رهان .. فلقد اجتمع نفر من الشبان المراهقين على شاطى البحر في فيلا والد أحدهم ، وأخذ كل فارس ، عفوا ..... خائــــــب ... يحكي بطولاته مع الساذجات المغفلات ، ( فهل تعي الجاهلات أن سرها قصة تروى و حكاية تحكى ، وحديث يقطع به الركبان سيرهم ، ويأنس به السمّار في سمرهم ) .
و عندها بدأ التحدي على مبلغ من المال لكل من يستطيع أن يحضر صديقته الى هذه القيلا الموبوءة أولا ...
سارع على الفور أحد هؤلاء الذئاب الى الهاتف ... هاتف احدى صديقاته ، وأخبرها الخبر ، لبت ندائه على الفور ، ليكون حبيبها فارس الرهان ؛ فهي قد هامت به حبا ولا تستطيع أن ترد له طلبا ؛ أنه فارس احلامها الذي رسمته في خيالها ، و تصورته يأتيها على فرس ابيض ليرحل بها من عالم الواقع الى دنيا السعادة ......... أحلام وردية !!!!
وكم ينخدع بمثل هذا كثير من الفتيات !!.
و ما علمت المسكينة :
أن المغازل ذئب يغري الفتاه بحيلة
خرجت من غرفتها الى موعد صديقها ، و كان الخروج الأخير الذي لا عودة بعده و تسللت من باب خلفي للقصر ، وما هي الا دقائق و إذا بفارس الأحلام يقبل عليها بسيارته الفخمة ... انطلق بها كالرصاصة ؛ ليكون أول من يحضر صديقته ليفوز بالرهان ، و في منتصف الطريق و نظرا لسرعته العالية ،انحرفت السيارة لتصطدم بأحد الأعمدة الكهربائية الموجودة على جانب الطريق ، وما هي الا لحظات حتى سكن كل شيء ........ إلا المسجل الذي يصدح بالموسيقا ....
الفتاة التي امتلاء قلبها حنانا و عطفا ... الشاب المغامر الذي يحمل في جانبيه تهور الشباب ، و أجيج الشهوة وحبّ المنافسة لكسب الرهان ... خيم السكون على ذلك المكان الرهيب الذي شهد هذه المأساة ، وانطبقت عليه بصمات الكارثة ، و الليل يرخي ســـــدوله ليزيد المكان رهبة و خوفا ...
إنـــــــــــــــها النهـاية المحزنـــــــة !!!
إنـــــــــا للــــــــه وإنـــــــــــا اليــــه راجعـــــــــــون
ولا حول ولا قوة إلا بالله
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .

لا حول ولا قوة إلا بالله